انتقد رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري السابق، الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، الإجراءات التي اتخذتها بعض الدول الخليجية تجاه قطر.
ووصف بن جاسم الاتهامات التي وجهتها بعض الدول الخليجية لدولة قطر بأنها “لا تقف على أرضية صلبة”.
وطالب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري السابق، الدول التي فرضت العزلة على قطر بـ”تقديم أدلة حول ادعاءاتها بتمويل الإرهاب”، مشدداً في الوقت نفسه على رفض قطر “المساس بسيادتها أو التشكيك في نزاهتها”.
وجاءت تصريحات الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، خلال حواره مع برنامج “تشارلي روز” الذي أذاعته قناة “بي بي إس” الأمريكية، وأعادت وكالة الأنباء القطرية الرسمية نشره، مساء أمس الثلاثاء.
وطالب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري السابق، القانون الدولي بأن يقف أمام تجاوزات بعض الدول الخليجية التي فرضت حصارا على دولة قطر، وتساءل بن جاسم “أين القانون الدولي؟ فقد منعوا إمدادات الطعام ومزقوا الأسر حيث هناك العديد من الحالات التي عانت من ذلك، كما أغلقوا الأجواء والمسارات البحرية”.
وذكر رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري السابق، أن تلك الدول وجهت اتهامات للدوحة بـ “إقامة علاقات خاصة مع إيران وبأنها تمول الإرهاب”.
وفنّد بن جاسم هذه الاتهامات عبر قوله بأنه “من الناحية التجارية فإن تعامل قطر التجاري مع طهران لا يساوي سوى نسبة واحد بالمائة بالألف بالقياس إلى علاقات بقية دول الخليج التجارية مع إيران”، مشيرا في الوقت نفسه إلى الاختلاف القطري الإيراني في القضية السورية، قائلا “إننا نختلف مع إيران فيما يتعلق بالحرب السورية وموقفها من بشار الأسد”.
كما تساءل بن جاسم “هل قامت الدول التي تحاصر قطر بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران؟ وهل قاموا بعرض هذا الأمر في مجلس التعاون؟”.
كما فند بن جاسم الاتهامات التي ساقتها تلك الدول بدعم الإرهاب بقوله “إن قطر شريكا لأمريكا في مكافحة الإرهاب بعد الحادي عشر من سبتمبر (تاريخ الهجمات بالطائرات التي استهدفت مدناً أمريكية عام 2001)، وقد قمنا بتسهيل قدوم القوات الأمريكية قبل أن يكون لها قاعدة في قطر”.
وأضاف بن جاسم في حواره بقوله “كلنا نتذكر تصريحات أسامة بن لادن من أنه لا يتوجب على أي دولة إسلامية أن تستضيف قوات أمريكية، ومع ذلك استقبلنا جميع القوات الأمريكية في ذلك الوقت، ومنذ ذلك الوقت أصبحنا شريكا للولايات المتحدة التي تقاتل في أفغانستان والعراق واليمن وأماكن أخرى”.
وتطرق الشيخ حمد بن جاسم خلال حواره، للاتهامات الموجهة لدولة قطر بدعم جماعة الإخوان المسلمين، وقال بن جاسم “الإخوان المسلمون ينضوي تحت لوائها جماعات متعددة، فمنهم من يمثلون الشعب في برلمانات بعض الدول ومنهم من ينتهج العنف الذي لا نتفق معه”، داعيا في الوقت نفسه إلى “ضرورة التفريق بين تلك الجماعات”.
وأضاف الشح حمد “لقد تعاملنا مع الإخوان المسلمين عندما انتخبهم الشعب المصري، وحين أزاحهم الجيش كانت دولة قطر أول من ساند حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لأن ذلك شأن مصري داخلي”.
وتابع الشيخ حمد قائلا “التغيير في تونس جاء بحكومة إسلامية وتم تغييرها بواسطة الانتخابات لتحل محلها حكومة أخرى، ومع ذلك تعاملت دولة قطر مع الحكومة الجديدة وساعدتها ماديا رغم أنها لا تنتمي إلى الإخوان المسلمين لأننا نساند أي بلد تطلب المساعدة”.
وحول الصراع الدائر في سوريا، والاتهامات الموجهة لقطر بدعم جماعات إرهابية، قال الشيخ حمد “قام الجميع بارتكاب أخطاء في سوريا بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية، ومع مرور الوقت اكتشفنا أن بعض الجماعات لها أجندات أخرى وتوقفنا من التعامل معها”.
يذكر أن كلا من المملكة العربية السعودية والإمارات واليمن والبحرين ومصر، أعلنت فجر الخامس من شهر يونيو / حزيران الجاري، عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر، وغلق جميع المنافذ البرية والبحرية والجوية مع الدوحة، بدعوي تمويلها ودعمها للإرهاب.
المصدر : https://jredtna.com/?p=3429