المعارك العسكرية التي شنتها قوات الجيش العراقي على عناصر تنظيم الدولة الإسلامية، لاستعادة مدينة الموصل، قضت على الأخضر واليابس بالمدينة، وسببت دمارا شبه كاملا للبني التحتية والفوقية، والمؤسسات الحكومية والخاصة وممتلكات المواطنين بالمدينة، وفق ما ذكره مسؤولين محليين.
وأعلنت القوات العراقية الإثنين الماضي، عن استعادة كامل مدينة الموصل، وتحريرها من قبضة عناصر تنظيم الدولة، بعد معارك عنيفة مع عناصر التنظيم، استمرت لأكثر من ثمانية أشهر.
وقال عضو مجلس محافظة نينوى، حسام الدين العبار، في تصريح لوكالة الأناضول، إن “حجم الدمار في البنى التحتية كبير، خصوصا في الجانب الغربي للموصل.. مثلا توجد أربع مستشفيات رئيسة في الجانب الغربي دُمرت ثلاث منها بشكل كامل، بينما تعرضت الرابعة إلى تدمير جزئي”.
وأضاف العبار أنه “جرى تدمير شبكة الأنابيب الناقلة للمياه الصالحة للشرب في الجانب الغربي للموصل، إضافة الى تدمير محطة الكهرباء الرئيسة في الجانب الغربي أيضاً، والتي كانت تؤمن الطاقة الكهربائية لهذا الجانب، ولأجزاء من الجانب الشرقي، وهي تحتاج إلى قرابة 50 مليون دولار أمريكي لإعادتها إلى العمل”.
وأشار العبار إلى أن “نسبة الدمار في الأبنية المدرسية بلغت 25 بالمائة، أما ممتلكات المدنيين المدمرة، من منازل وسيارات، فهي بالآلاف، وتحتاج إلى مبالغ طائلة (لم يحددها) لدفع تعويضات إليهم مقابل هذه الخسائر”.
ونزح نحو نصف سكان مدينة الموصل البالغ عددهم نحو مليوني نسمة، إلى خارج المدينة بسبب الأعمال القتالية والقصف الذي طال المدينة، خلال العملية العسكرية التي نفذتها القوات العراقية بالمدينة، ونزح ما يقارب الـ 920 ألف شخص من الموصل.
وبحسب عضو مجلس محافظة نينوى، فإن “الدمار شمل أيضا المرافق الاقتصادية في الموصل، وتعرضت المراكز التجارية الرئيسة والمناطق الصناعية إلى دمار بنسبة 100 بالمائة”.
وتابع العبار أن “مجلس محافظة نينوى حدد ميزانية تبلغ 750 مليار دينار عراقي (نحو 625 مليون دولار أمريكي) لإعادة إعمار سريع للبنى التحتية الأساسية”.
من جانبها، وقعت الحكومة العراقية خططا لإعادة إعمال المدينة تمتد إلى عشر سنوات، وتبدأ من العام القادم لإعادة إعمار المدينة.
وصرح عبد الزهرة الهنداوي، المتحدث باسم وزارة التخطيط في الحكومة العراقية، أن تكاليف إعادة إعمار الموصل قد تصل إلى نحو 100 مليار دولار.
وقال المتحدث باسم وزارة التخطيط إن “العراق يعول الآن على عقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار المدن المحررة من تنظيم الدولة.. أعلنت الكويت عزمها استضافة المؤتمر، الذي سيعقد نهاية العام الجاري أو مطلع العام المقبل”.
وأوضح المتحدث باسم وزارة التخطيط أن “العراق يعاني أزمة اقتصادية ناتجة عن قلة الإيرادات المالية؛ بسبب تدني أسعار النفط، لذا نحتاج إلى دعم إقليمي ودولي لإعادة إعمار المدن المحررة من سيطرة الإرهاب”.
وأضاف الهنداوي أنه “بعد إعلان تحرير الموصل، بدأنا بمرحلة إعادة الاستقرار، وتتضمن إعادة الخدمات الأساسية، لضمان عودة النازحين من المخيمات إلى منازلهم، ثم تعقبها خطة طويلة المدى لمدة عشر سنوات، تتضمن إعادة الإعمار الكامل للمدينة”.
وبحسب المسؤول العراقي فإن “الخطة تتكون من شقين، الأول يتم تنفيذه بين عامي 2017 و2022، ثم خطة أخرى بين عامي 2023 و2027، وتتراوح تكلفة الخطتين بين 50 و100 مليار دولار”.
وأشار الهنداوي إلى أن “الخطتين تتضمنان ثلاثة محاور، وهي: خطة تنمية بشرية، والتنمية الاقتصادية، ثم تأهيل البنى التحتية، وسيتم البدء بمحور التنمية البشرية مع التركيز على الفئات الهشة، كالنساء والأطفال، الذين تعرضوا لضرر كبير بسبب داعش”.
وتابع الهنداوي قائلا إن “الحكومة العراقية، ممثلة بجهات ووزارات عديدة، ستبدأ بإعداد قاعدة بيانات دقيقة، تتضمن حجم الدمار الذي تعرضت إليه الموصل بالأرقام، كي يتم تقديمه كتقرير خلال المؤتمر الدولي لإعادة الإعمار”.
المصدر : https://jredtna.com/?p=3843